في
الدلائل المستنبطة من صفة العلم
وهي من وجوه :
الحجة الأولى : لو كان العالم حادثا ، لما حدث إلا إذا قصد الفاعل إلى تكوينه. وهذا القصد يمتنع حصوله ، إلا إذا كان عالما بأنه كان معدوما ، ثم إنه يحاول (١) أن يجعله موجودا. وإذا كان كذلك ، فقد كان عند عدمه عالما ، بأنه معدوم ، وعند وجوده يصير عالما بأنه موجود. فثبت أنه لو كان العالم حادثا ، لوجب كونه عالما بالجزئيات. وإنما قلنا : إن ذلك : محال. لوجوه :
الأول : إنه تعالى لما علم أن العالم معدوم. فعند ما يصير موجودا ، إن بقي علمه بأنه معدوم ، فهو جهل. وهو على الله محال. [وإن لم يبق ، فهو تغير. وهو على الله محال (٢)].
والثاني : [إن] (٣) العالم بالجزئيات ، لا بد وأن يكون جسما أو جسمانيا. وهذا في حق الله [تعالى] (٤) محال. فيمتنع كونه عالما بالجزئيات.
__________________
(١) حاول (ط ، س)
(٢) من (ط)
(٣) من (ط ، س)
(٤) من (ت)