تحصل في ذاته عين الحرارة [بل نقول] (١) تحصل في ذاته مثال الحرارة [وشبحها (٢)] وصورتها ورسمها. كما [أنا] (٣) إذا نظرنا في المرآة ، فإنه يحصل فيها : مثال المرئي وشبحه وصورته ، لا عين ذاته. ثم نقول : سلمنا أنه لا بد وأن يكون ذلك المعلوم موجودا في الخارج. فلم لا يجوز أنه حصل في الخارج من كل ماهية : صورة كلية ، مجردة قائمة بنفسها؟ وهذا هو الذي نقل عن [الحكيم (٤)] الإلهي «أفلاطون» أنه كان يثبت لكل ماهية مثالا كليا ، قائما بالنفس ، مجردا عن التغيرات. وعلى هذا التقدير فإنه يكفي في حصول العلم بالماهيات ، وحصول هذه المثل في الخارج. ولا حاجة إلى القول : بإثبات هذه الأعيان في الخارج. ثم نقول : هب أن قائلا يقول : كان العلم موجودا مع الله في الأزل. إلا أنه لا نزاع في أن هذه الحوادث اليومية ، ما كانت موجودة في الأزل. مع أنه سبحانه كان في الأزل عالما بها. فما ذكرتموه في الجواب عن هذه الحوادث اليومية ، فهو جوابنا عن العلم بكلية العالم [والله أعلم (٥)].
والجواب :
أما النقض بالمحالات. فالجواب عنه (٧) من وجهين :
الأول : إنا لا ندعي أن كل ما كان معلوما ، وجب أن يكون موجودا. بل ندعي أن المعلوم لا يكون معلوما ، إلا إذا كان في نفسه واقعا على الوجه الذي باعتباره كان معلوما. فإن كان المعلوم عدما ، وجب أن يكون ذلك المعلوم في نفسه عدما. وإن كان وجودا ، وجب أن يكون في نفسه وجودا. إذ لو لم يكن الأمر كذلك ، لما كان العلم مطابقا للمعلوم. فحينئذ يكون جهلا لا علما. إذا ثبت هذا فنقول : إذا علمنا أن شريك الإله ممتنع ، فههنا المعلوم هو كون شريك الإله ممتنعا ، فوجب أن يكون شريك الإله ممتنعا في نفسه ، حتى
__________________
(١) من (ط)
(٢) من (ت)
(٣) من (ت)
(٤) من (ت)
(٥) عنها (ط)