وأما السؤال (١) السابع : [وهو إثبات] (٢) المثل الأفلاطونية. فالجواب عنه : أن العالم إذا علم كون الجسم ممتدا في الجهات ، حاصلا فيها ، قابلا للحركة والسكون ، موصوفا بالشكل واللون ، فالمعلوم هو الذي يكون موصوفا بهذه الصفات. فهذا الذي سميتموه بالمثل الأفلاطونية ، هل هو موصوف بهذه الصفات أم لا؟ فإن كان موصوفا بهذه الصفات ، كان جسما موصوفا بالحركة والسكون. وذلك هو المطلوب. وإن لم يكن كذلك [بل] (٣) كان موجودا مجردا عن هذه الصفات ، لم يكن هذا الموجود هو ذلك المعلوم. وكلامنا ليس إلا في أن ذلك المعلوم يجب أن يكون موجودا.
وأما السؤال الثامن : وهو نقض هذا الدليل بالحوادث اليومية. فنقول : إن جمهور الفلاسفة ينكرون وجود هذا العلم المتغير الزماني ، فلا يكون هذا النقض واردا عليهم. وأيضا : فإذا سلمنا حصول هذا العلم إلا أنا نقول : الفرق ظاهر. وذلك لأن الذي ادعيناه ، هو أن تصور الماهيات مشروط بحصول تلك الماهيات ، فوجب من قدم العلم بهذه الماهيات ، قدم هذه الماهيات. فأما الحكم (٤) بأن الماهية الفلانية ستحصل غدا ، فإنه لا يتوقف على حصول تلك الماهية في الحال. وإلا لزم التناقض [فظهر الفرق (٥) والله أعلم.
__________________
(١) القول (ت)
(٢) من (ط ، س)
(٣) من (ط)
(٤) فالحكم (ط)
(٥) من (ت)