في
الوجوه المستنبطة
من الحركة والتغير والحدوث
وفيها وجوه :
الحجة الأولى : قالوا : لو كان العالم حادثا ، لكانت الحوادث منتهية إلى الحادث الأول ، وذلك الحادث ، [الأول] (١) إما أن يكون له سبب حادث ، وإما ان يكون ، والقسمان باطلان. فالقول بانتهاء الحوادث إلى الحادث الأول : محال.
إنما قلنا : إنه ممتنع أن لا يكون للحادث الأول : سبب حادث. لوجهين :
الأول : إن بديهة العقل وفطرة النفس شاهدة (٢) ، بأن كل حادث فلا بد له من سبب حادث. بدليل : أن كل من أحس بحدوث حادث ، فإنه يطلب له سببا ، ويقول : ما الذي حدث ، حتى حدث هذا الأثر (٣)؟ ولو قال قائل إنه حدث هذا الأثر لا سبب أصلا ، أو لسبب كان موجودا ، قبل ذلك بمدة طويلة. فإن كل العقلاء يكذبونه. ويقولون : إنه إما أن يكون كاذبا أو مجنونا. ولا بد لهذا الحكم من سبب حادث. فيثبت : أن افتقار لم الحادث
__________________
(١) من (ط ، س)
(٢) حاكمة شاهدة (ت)
(٣) الأمر (ت)