في
تقرير دلائل أخرى في اثبات حدوث العالم
الحجة الأولى : ـ وهي الحجة القديمة للمتكلمين ـ أن قالوا : الجسم لا يخلو عن الحوادث. وما لا يخلو عن الحوادث ، فهو حادث ، فالجسم حادث.
أما بيان المقدمة الأولى : فهو أن نقول : الجسم لا يخلو عن الأكوان ، والأكوان حادثة ، ينتج : أن الجسم لا يخلو عن الحوادث.
أما قولنا : «الجسم لا يخلو عن الأكوان» فهو [بناء (١)] على مقامين :
الأول : إثبات الأكوان. والمراد (٢) من الكون : حصول الجسم في الحيز [وقد دللنا : على أن حصول الجسم في الحيز (٣)] أمر زائد على ذاته.
والثاني : بيان أن الجسم لا ينفك عن الأكوان. وتقريره ظاهر. لأن الجسم ما دام يكون جسما ، فإنه يجب أن يكون حاصلا في حيز معين. فإذا دللنا على أن حصوله في الحيز المعين زائد عليه. كان ذلك دليلا على أن ذات الجسم لا تنفك عن الأكوان. وأما قولنا : «إن كل كون محدث» فتقريره : أن كل جسم ، فإنه يصح خروجه عن حيزه. وبتقدير خروجه عن حيزه ، فإنه
__________________
(١) (ط)
(٢) ومراده من الأكوان (ت)
(٣) من (س)