مقدمة
اعلم (١) أنا قد ذكرنا وجوها كثيرة في باب إثبات كونه تعالى قادرا ، ونريد أن نذكر هاهنا وجوها أخرى. فنقول : الكلام في هذا الباب مرتب على قسمين :
أحدهما : في الاعتبارات المأخوذة من أصول الحكمة ، الدالة على أن مدبر العالم ، يجب أن يكون فاعلا مختارا. لا علة موجبة.
والثاني : الدلائل المذكورة في هذا الباب ، في القرآن المجيد. فإذا ضمت الدلائل الستة العقلية في باب القادر ، إلى هذه الوجوه ، بلغت مبلغا عظيما في الكثرة والقوة.
أما القسم الأول : وهو الاعتبارات المأخوذة من أصول الحكمة : فاعلم أنه قبل الخوض في شرح تلك الاعتبارات ، يجب تقديم مقدمة. وهي
إن هذه الأجسام المحسوسة : متناهية. وكل متناه ، فهو مشكل ، ينتج : أن هذه الأجسام المحسوسة فهي مشكلة. وهذه الأشكال قسمان :
__________________
(١) عبارة (ت) : «بسم الله الرحمن الرحيم. المقالة الثالثة في تقرير الوجوه الدالة على أن إله العالم فاعلا بالاختيار ... الخ» وعبارة (ط) : «المقالة الثالثة في إعادة الكلام في تقرير ... الخ»