واحد من تلك السبعة. فهي اثنان وأربعون حركة ، وينضم إليها حركة فلك الثوابت. بطبعه من المشرق إلى المغرب ، وبالقسر على الضد. فالمجموع : أربعة وأربعون ، وتنضم إليها الحركة البسيطة الحاصلة للفلك الأعظم ، فيكون المجموع : خمسة وأربعون نوعا من الحركة. ثم إذا اعتبرنا أنواع الحركات الحاصلة ، بسبب حركات الأفلاك الممثلة (١) والحاملة والتدويرات ، كثرت الحركات جدا ، فإذا امتزجت واختلطت بلغت تلك الكثرة إلى اللانهاية ، وكلها واقعة على وجه يحصل بسببها نظام هذا العالم ، على الوجه الأصوب الأكمل.
ومن عجائب أحوال هذه الحركات : أن في حركات الأفلاك قولان :
فالقول الأول : وهو المشهور : أن أسرع الكرات حركة ، هو الفلك الأعظم. فإنه يتحرك في اليوم والليلة على التقريب : دورة تامة من المشرق إلى المغرب ، وأما الفلك الذي حصل مماسا له في داخله ، وهو فلك الثوابت. فإنه يتحرك على مذهب المتقدمين ، في كل مائة سنة : درجة واحدة. وعلى مذهب المتأخرين في كل ست وستين سنة : درجة واحدة. ثم اختلفوا ، فمنهم من قال : هذا التفاوت إنما كان ، لأن المتقدمين غلطوا في الرصد ، وأما المتأخرون فقد تنبهوا لذلك الغلط.
ومن المحققين [من قال (٢)] نسبة هذا الغلط إلى المتقدمين ، كالبعيد جدا ، وذلك لأن [رصد (٣)] عطارد ، كالمتعذر عند العقل. وذلك لأنه ليس له بعد كثير من الشمس البتة. وإنما يظهر أياما قلائل. وفي تلك الأيام فهو كوكب صغير الجرم ، وليس (٤) له نور قاهر ، حتى يسهل ضبطه في آلات الرصد ، فمع هذه الصعوبة التامة ، صارت أرصاد المتقدمين وافية بضبط
__________________
(١) المهملة (ت)
(٢) من (ط ، س)
(٣) من (ت)
(٤) وليس كونه ظاهرا (ت)