عالم بجميع الماهيات الجنسية والنوعية. فقولوا : إنه تعالى : لأجل كونه عالما [بتلك الماهية يكون علة لها. ولأجل كونه عالما (١)] بالماهية الثانية يكون علة لها أيضا. ولما كان تعالى عالما بجميع [المعلومات ، لا جرم كان علة لجميع (٢)] الممكنات ابتداء من غير اعتبار هذه الوسائط. فإن هذا الكلام أدخل في العقل ، وأقرب إلى الصلاح والسداد مما ذكرتموه.
السؤال الرابع : وهو أنكم ذكرتم جهات ثلاثة في العقل الأول. وهي : الإمكان والوجود والوجوب [بالغير ، ثم ذكرتم (٣)] إن الفلك الأقصى ، ليس عبارة عن مجموع ثلاثة أشياء ، بل هو عبارة عن الهيولى ، والصورة الجسمية ، والصورة النوعية الفلكية ، والنفس الحيوانية المدركة للجزئيات المباشرة للحركات الجزئية ، والنفس الناطقة [فإن المختار عنده في كتاب «الإشارات» أن لكل فلك نفسين. إحداهما : الحيوانية (٤)] المدركة للجزئيات (٥) والثانية (٦) النفس الناطقة المدركة للكليات ، وأيضا : العقل الثاني. فهذه ستة أشياء. وهي الهيولى ، والصورة الجسمية ، والصورة النوعية ، والنفس الحيوانية ، والنفس الناطقة ، والعقل المجرد. فإسناد هذه الستة إلى الجهات الثلاث ، يقتضي أن يصدر عن الواحد أكثر من الواحد بل نقول : جوهر الفلك لا يخلو عن المقولات العشر (٧) التي هي أعراض (٨) فله مقدار خاص ، وله شكل خاص ، وله وضع [خاص (٩)] وله (١٠) من كل مقولة نوع واحد، أو أنواع. فإذا وزعنا
__________________
(١) من (ط ، س).
(٢) من (ط ، س).
(٣) من (ط ، س).
(٤) من (ط ، س).
(٥) للجزئيات المباشرة للحركات الجزئية والنفس ... الخ (ت).
(٦) من (ط ، س).
(٧) التسعة (ت).
(٨) أعراض مقدار (ط ، س).
(٩) من (ط).
(١٠) وليس هو من مقولة [الأصل].