قائد عبد الملك بن مروان الخليفة الأموي الذي قاد حملة لإرغام ابن الزبير ، حيث كان يعتبر خارجا متمردا على الدولة. فلما تمت الغلبة له على ابن الزبير هدم الكعبة وأعاد بناءها إلى الصورة التي كانت عليها قبيل البعثة ، ثم في حياة النبي صلىاللهعليهوسلم. وتصدع البناء ورمم وجدد بعد ذلك وكان يعاد إلى هذه الصورة التي هو عليها الآن.
وهناك أحاديث أخرى وردت في الكتب الخمسة في صدد الكعبة غير التي أوردناها فيها بعض الصور التي كانت وتأييد لما ذكرناه استنادا إلى الروايات. منها حديث رواه البخاري وأبو داود عن ابن عباس قال : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما قدم أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم قاتلهم الله أما والله لقد علموا أنهما لم يستقسما بها قطّ. فدخل البيت فكبّر في نواحيه» (١).
وحديث رواه الخمسة عن ابن عمر قال : «دخل رسول الله البيت هو وأسامة وبلال وعثمان بن طلحة فأغلقوا عليهم فلما فتحوا كنت أول من ولج فلقيت بلالا فسألته هل صلّى فيه رسول الله؟ قال : نعم بين العمودين اليمانيين وفي رواية جعل عمودا عن يساره وعمودين عن يمينه وثلاثة أعمدة وراءه وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة ثم صلّى» (٢). وحديث رواه أصحاب السنن وصححه الترمذي عن عائشة قالت : «كنت أحبّ أن أدخل البيت وأصلّي فيه فأخذ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيدي فأدخلني في الحجر فقال صلّي في الحجر إن أردت دخول البيت فإنما هو قطعة من البيت فإنّ قومك اقتصروا حين بنوا الكعبة فأخرجوه من البيت» (٣). وحديث رواه الخمسة عنها قالت : «سألت رسول الله عن الجدار أمن البيت هو قال نعم ، قلت فلم يدخلوه في البيت قال إن قومك قصّرت بهم النفقة قلت فما شأن بابه مرتفعا ، قال فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا. ولو لا أن
__________________
(١) التاج ج ٢ ص ١٦٢ ـ ١٦٣.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) المصدر نفسه ص ١٦٣ ـ ١٦٤.