رباني لمن يستحقها من الكفار والمشركين والظالمين والكذابين والمعتدين. ووردت على لسان الظالمين في معنى التندم والتحسر والهلع من عذاب الله مثل : (يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) الفرقان [٢٨] ، ومثل : (يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ) الأنبياء [١٤]. ووردت على لسان زوجة إبراهيم في معنى التعجب : (يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً) هود [٧٢] وهي هنا من الباب الأول. ويروي الطبري في سياق الآية [٧٩] من سورة البقرة حديثين أحدهما عن عثمان بن عفان عن النبي صلىاللهعليهوسلم جاء فيه : «الويل جبل في النار» وثانيهما عن أبي سعيد عن النبي صلىاللهعليهوسلم جاء فيها : «ويل واد في جهنم يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره». وهذان الحديثان لم يردا في كتب الأحاديث الصحيحة. وقد روى الطبري عن ابن عباس أن الويل هو العذاب مطلقا. حيث يبدوا أنه لم يثبت عنده الأحاديث. ويتبادر لنا أن هذا هو الأوجه والله أعلم.
(٥) يراؤون : يتظاهرون بغير حقيقتهم أو ينافقون.
(٦) الماعون : روى المفسرون أنها المعونة إطلاقا أو أنها الزكاة أو أنها أدوات البيت كالقدر والدلو والفأس ونحو ذلك وكل ذلك وارد.
في الآيات الثلاث الأولى :
١ ـ سؤال تنديدي موجه للسامع عن ذلك الذي يكذب بالحساب والجزاء الأخرويين.
٢ ـ وتقرير بمثابة الجواب بأنه هو الذي لا تأخذه الشفقة على اليتيم فينتهره ويدفعه بشدة والذي لا تأخذه الرأفة بالمسكين فلا يطعمه ولا يحض غيره على إطعامه.
وفي الآيات الأربع التالية :
إنذار وسوء دعاء على الذين يصلون وقلوبهم لاهية عما هم فيه. والذين يصدرون في عبادتهم وأعمالهم أمام الله والناس عن رياء وخداع. والذين يمنعون عونهم وبرّهم أو ماعونهم عن المحتاجين إليه.