وحديث رواه الترمذي والإمام أحمد عن ابن عمر عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ أدنى أهل الجنة منزلة لمن ينظر إلى جنانه وأزواجه وخدمه وسروره مسيرة ألف سنة. وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية ثم قرأ رسول الله : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ (٢٢) إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ)» (١). ومن الأحاديث التي في جانب عدم إمكان رؤية الله عزوجل حديث رواه الإمام أحمد عن مسروق قال : «سألت عائشة فقلت يا أمّ المؤمنين هل رأى محمد ربّه عزوجل؟ قالت : سبحان الله ، لقد قف شعري لما قلت أين أنت من ثلاث من حدثكهن فقد كذب. من حدثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب ثم قرأت : (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ) [الأنعام : ١٠٣] و (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) [الشورى : ٥١] ومن أخبرك أنه يعلم ما في غد فقد كذب ثم قرأت : (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ) [لقمان : ٣٤] الآية ومن أخبرك أن محمدا قد كتم فقد كذب ثم قرأت : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) [المائدة : ٦٧] ، ولكنه رأى جبريل مرتين في صورته» (٢).
وحديث رواه مسلم عن أبي ذرّ قال : «سألت رسول الله صلىاللهعليهوسلم : هل رأيت ربّك؟ فقال : نور. أنّى أراه». وحديث رواه مسلم عن عبد الله بن شفيق قال : «قلت لأبي ذرّ لو رأيت رسول الله لسألته. فقال عن أي شيء كنت تسأله؟ قال : كنت أسأله هل رأيت ربّك؟ قال أبو ذرّ : قد سألته فقال رأيت نورا». وحديث رواه النسائي عن أبي ذرّ قال : «رأى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ربّه بقلبه ولم يره ببصره». ووصل
__________________
(١) التاج ، ج ٥ ص ٢٢٠.
(٢) تفسير ابن كثير. وروى هذا الحديث بصيغة قريبة الشيخان والترمذي وأوردناها في تعليقنا على رؤية النبي صلىاللهعليهوسلم ربّه في سورة (النجم). وهناك أحاديث أخرى يرويها المفسرون فاكتفينا بما أوردناه مما ورد في كتب الأحاديث الصحيحة وقريبا منه. انظر تفسير هذه الآيات وتفسير سور (ق) و (الأنعام) في تفسير الطبري وابن كثير والبغوي والخازن ورشيد رضا وغيرهم.