البغوي بطرقه أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا يا رسول الله وما الشرك الأصغر قال الرياء». وحديث رواه الترمذي ومسلم عن أبي سعيد بن أبي فضالة قال : «قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم إذا جمع الله الناس يوم القيامة ليوم لا ريب فيه نادى مناد من كان أشرك في عمل عمله الله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله فإنّ الله أغنى الشركاء عن الشرك» (١). ولمسلم عن أبي هريرة حديث آخر عن النبي صلىاللهعليهوسلم جاء فيه : «قال الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشّرك. من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه» (٢).
وحديث رواه مسلم والترمذي والنسائي عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّ أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال : قاتلت فيك حتى استشهدت. قال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ، ثمّ أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النّار. ورجل تعلّم العلم وعلّمه وقرأ القرآن فأتى به فعرّفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها ، قال تعلّمت العلم وعلّمته وقرأت فيك القرآن. قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل وسّع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كلّه فأتي به فعرّفه نعمه فعرفها قال ما عملت فيها ، قال ما تركت من سبيل تحبّ أن ينفق فيها المال إلا أنفقت فيها لك. قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار» (٣).
وننبه على أن هناك حديثا فيه استدراك يحسن سوقه في هذا المساق رواه الترمذي جاء فيه : «قال رجل يا رسول الله الرجل يعمل العمل فيسره فإذا اطلع عليه أعجبه ذلك ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم له أجران أجر السرّ وأجر العلانية» (٤). حيث يفيد
__________________
(١) التاج ج ٤ ص ١٥٤.
(٢) التاج ج ١ ص ٤٩.
(٣) المصدر نفسه ص ٥٠ ـ ٥١.
(٤) المصدر نفسه.