أن يسحر الناس كلّهم» (١). وحديث رواه الإمام أحمد عن أنس فيه زيادة عن ما رواه الشيخان والترمذي حيث جاء فيه : «سأل أهل مكة النبيّ آية فانشقّ القمر بمكة مرتين فنزلت (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) (٢). وحديث رواه الإمام أحمد عن عبد الله قال : «انشقّ القمر على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى رأيت الجبل من بين فرجتي القمر» (٣). وحديث رواه البيهقي عن عبد الله قال : «انشقّ القمر بمكة حتى صار فرقتين فقال كفار قريش أهل مكة هذا سحر سحركم به ابن أبي كبشة. انظروا السّفّار فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق وإن كانوا لم يروا مثل ما رأيتم فهو سحر سحركم به قال فسئل السفار قال : وقدموا من كل وجهة ، فقالوا رأيناه» (٤). وحديث رواه الطبراني عن ابن عباس قال : «كسف القمر على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا سحر القمر فنزلت (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) إلى قوله (مُسْتَمِرٌّ) (٥).
ومع أن هناك كما قلنا قبل من قال إن جملة (وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) إنما عنت أنه سوف ينشق (٦). فإن جمهور المفسرين وأهل السنّة يأخذون بالأحاديث الواردة وبظاهر الآية ويقررون أن الانشقاق وقع فعلا كمعجزة نبوية بناء على طلب المشركين. ومنهم من نسب إنكار ذلك إلى أهل البدع والأهواء. وهناك من قال إن هذا لو وقع لكان متواترا وعرفه أهل الأرض كلهم ولم يختصّ أهل مكة برؤيته. وقد فنّد المثبتون هذه الأقوال بحجج وأقوال متنوعة. ولقد قال بعض أهل السنّة
__________________
(١) التاج ج ٤ ص ٢٢٢ ـ ٢٢٣.
(٢) النصوص من ابن كثير. وهناك صيغ أخرى لهذه الأخبار فيها بعض الزيادة والنقص فاكتفينا بما نقلناه.
(٣) المصدر نفسه.
(٤) المصدر نفسه.
(٥) المصدر نفسه.
(٦) روى المفسر الطبرسي هذا القول عن الحسن وعثمان بن عطاء عن أبيه وهما من علماء التابعين.