عقبة ألا أعلّمك خير سورتين قرئتا فعلّمني قل أعوذ بربّ الفلق وقل أعوذ بربّ الناس» (١). وروى الاثنان نفسهما عن عقبة كذلك قال : «بينا أنا أسير مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريح وظلمة شديدة فجعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يتعوّذ بالمعوّذتين ويقول يا عقبة تعوّذ بهما فما تعوّذ متعوّذ بمثلهما قال وسمعته يؤمّنا بهما في الصلاة» (٢). وروى الترمذي بسند حسن عن عقبة أيضا قال : «أمرني رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن أقرأ بالمعوّذتين في دبر كلّ صلاة» (٣).
والمتبادر أن ما احتوته السورتان من بث السكينة والطمأنينة في النفس وتعليم اللجوء إلى الله تعالى وحده والاستعاذة به في ظروف المخاوف والأزمات النفسية المتنوعة من الحكمة المنطوية في الأحاديث ، وهي حكمة مستمرة الفائدة لاستمرار دواعيها.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥))
(١) أعوذ : أحتمي وألتجئ.
(٢) الفلق : أوجه الأقوال أنه فلق الصبح أو الفجر حيث ينفلق من ظلمة الليل.
(٣) غاسق : الليل والظلمة.
(٤) وقب : خيّم أو انتشر.
__________________
(١) التاج ج ٤ ص ٢٤.
(٢) المصدر نفسه ص ٢٤ ـ ٢٥.
(٣) المصدر نفسه.