قنأت لحيته» ف «هي تقنأ قنوأ» أي : احمرّت. قال الشاعر [من الكامل وهو الشاهد الخامس والثمانون] :
كما قنأت أنامل صاحب الكرم (١)
و «قاطف الكرم». وقال آخر (٢) [من الكامل وهو الشاهد السادس والثمانون] :
من خمر ذي نطف أغنّ كأنّما |
|
قنأت أنامله من الفرصاد (٣) |
وأمّا في قوله تعالى (إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا) [الآية ٧٠] فجعل «البقر» مذكّرا مثل «التّمر» و «البسر» كما تقول : «إنّ زيدا تكلّم يا فتى» وإن شئت قلت (يشّابه) (٤) وهي قراءة مجاهد (٥) ذكّر «البقر» يريد «يتشابه» ثم أدغم التاء في الشين. ومن أنّث «البقر» قال (تشّابه) (٦) فأدغم ، وإن شاء حذف التاء الاخرة ، ورفع ، كما تقول «إنّ هذه تكلّم يا فتى» لأنها في «تشابه» إحداهما تاء «تفعل» ، والأخرى التي في «تشابهت» ؛ فهو في التأنيث معناه «تفعل» ، وفي التذكير معناه «فعل» ؛ و «فعل» أبدا مفتوح ، كما ذكرت لك ، والتاء محذوفة إذا أردت التأنيث ، لأنّك تريد «تشابهت» فهي «تشابه» وكذلك كل ما كان من نحو «البقر» ، ليس بين
__________________
(١). هذا ما ورد من الشعر.
(٢). هو الأسود بن يعفر كما في الصحاح «قنأ» و «فرصد» واللسان «قنأ» و «فرصد» وديوان الأسود بن يعفر ٢٩.
(٣). في الجمهرة الصدر (يسعى بها ذو تومتين كأنما) وفي الصحاح «قنأ» «مشمر» بدل «كأنما» وفي «فرصد» كما رواه الأخفش وفي اللسان «قنأ» كما رواية الصحاح الاولى وفي «فرصد» ب «منطق» بدل «كأنما» وفي المخصّص ٤ : ٤٣ ب «منطق» وقال روي بالفاء والقاف. وفي التّاج «قبأ» مثل رواية الصحاح الاولى وفي «فرصد» ب «منطق» وما في ديوان الأسود بن يعفر :
من خمر ذي نطف أغنّ منطّق |
|
وافى بها كدراهم الأسجاد |
يسعى بها ذو تومتين مشمّر |
|
قنأت أنامله من الفرصاد |
(٤). في الشواذ ٧ إلى محمد ذي الشامة وكذلك وفي الكشّاف ١ : ١٥١ وفي البحر ١ : ٢٥٤ الى ابن مسعود.
(٥). هو أبو الحجّاج مجاهد بن جبر المكّي ، علم من المتابعين وأئمة التفسير ، قرأ على ابن عبّاس وعبد الله بن السائب ، وله اختيار في القراءة وتوفي سنة ١٠٣. طبقات ابن الخياط ٢٨٠ ، وطبقات القرّاء ٢ : ٤٤ ، والمعارف ٤٤٤ ، وميزان الاعتدال ٣ : ٤٣٩.
(٦). في الشواذ ٧ إلى ابن مسعود ، وبتخفيف الشّين إلى الحسن. وفي الجامع ١ : ٤٥١ إلى الحسن والأعرج ، وفي البحر ١ : ٢٥٤ أضاف «في احدى الروايتين).