وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) (٣) [البقرة].
والكافرون : وقد تحدثت عنهم السورة في آيتين من قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (٦) خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ) (٧) [البقرة].
والمنافقون : وقد تحدثت عنهم السورة في ثلاث عشرة آية تبدأ بقوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ) (٨) [البقرة].
في أعقاب السورة
جمع الله معاني القرآن في سورة الفاتحة ، فقد اشتملت على تعظيم الله وحمده والثناء عليه ، وهذا هو أصل العقيدة : الإيمان بالله والاعتقاد أن الله سبحانه ، يتصف بكل كمال وينزّه عن كل نقص.
ففي النصف الأول من الفاتحة ثناء على الله بما هو أهله.
وفي النصف الثاني دعاء بالتوفيق والاستقامة على الصراط المستقيم.
فكأن الفاتحة قسمان ، قسم يتوجه العبد فيه بالثناء على الله ، وقسم يدعو فيه ربه ويطلب لنفسه الصلاح والهدى. وقد ورد في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة عن رسول الله (ص) : «يقول تعالى قسمت الصّلاة بيني وبين عبدي نصفين ، فنصفها لي ونصفها لعبدي ، ولعبدي ما سأل. إذا قال العبد : (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٢) قال الله : حمدني عبدي ، وإذا قال (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) قال الله أثنى عليّ عبدي ، فإذا قال (مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (٤) قال الله : مجّدني عبدي ، وإذا قال (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) قال : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل. فإذا قال : (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) (٧). قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل».
ولعل هذا الحديث الصحيح ، يوضح سر اختيار هذه السورة المباركة ، ليقرأها المؤمن سبع عشرة مرة في كل يوم وليلة ، أو ما شاء الله أن يردّدها كلّما قام يدعوه في الصّلاة.
فكأنها في الإسم «مجمّع أشعّة» تنير