بشرط العلم به ، كالواقع المعلوم.
مثلا ، اذا فرضنا حجّية الخبر مع الانفتاح ، تخيّر المكلّف بين امتثال ما علم كونه حكما واقعيا بتحصيل العلم به وبين امتثال مؤدّى الطريق المجعول الذي علم جعله بمنزلة الواقع ، فكلّ من الواقع ومؤدى الطريق مبرئ مع العلم به ، فاذا انسدّ باب العلم التفصيليّ بأحدهما تعيّن الآخر ،
______________________________________________________
لكن (بشرط العلم به ، كالواقع المعلوم) أي : بشرط أن يعلم المكلّف بأنّ الشهرة مجعولة للشّارع ، لانّ معنى جعل الشارع الشّهرة حجّة حتى في حال التمكّن من العلم : إنّه يجوز له الأخذ بالشهرة في عرض العلم.
(مثلا : اذا فرضنا حجيّة الخبر مع الانفتاح ، تخيّر المكلّف بين امتثال ما علم كونه حكما واقعيّا) بأن يمتثله (بتحصيل العلم به) أي : بذلك الواقع (وبين امتثال مؤدى الطريق المجعول) أي : مؤدّى الذي قام على الواقع (الذي علم جعله) اي جعل الشارع هذا الخبر (بمنزلة الواقع) لأنّ معنى إنّ الخبر حجّة : إنّه اذا قام الخبر على شيء ، كان ذلك الشيء بمنزلة الواقع.
وعليه : (فكل من الواقع ومؤدّى الطريق مبرئ مع العلم به) أي بجعل ذلك الطريق فانّه سواء علم بالواقع ، أو علم بانّه مؤدّى الطريق وإن لم يعلم بانّه الواقع ـ كما اذا قام الخبر على وجوب الجمعة ـ كفاه ذلك في الامتثال وإن لم يعلم بانّ الجمعة واجبة واقعا.
(فاذا انسدّ باب العلم التفصيلي بأحدهما) أي : بالواقع أو بالخبر (تعيّن الآخر) فاذا لم يعلم الانسان ـ مثلا ـ الواقع ، تعيّن الخبر ، واذا لم يعلم الانسان الخبر ، تعيّن الواقع وذلك هو مقتضى الأمر التخييري فإنّه اذا تمكن منهما كفى كل واحد منهما ، واذا لم يتمكن من أحدهما لزم أنّ يأتي بالآخر.