فان قلت : نحن نرى أنّه اذا عيّن الشارع طريقا للواقع عند انسداد باب العلم به ، ثم انسدّ باب العلم بذلك الطريق كان البناء على العمل بالظنّ في الطريق ، دون نفس الواقع. الّا ترى أنّ المقلّد يعمل بالظنّ في تعيين المجتهد لا في نفس الحكم الواقعيّ ، والقاضي يعمل بالظنّ في تحصيل الطرق المنصوبة لقطع المرافعات ، لا في تحصيل الحقّ الواقعي بين المتخاصمين.
قلت : فرق بين ما نحن فيه وبين المثالين ، فانّ الظنون الحاصلة للمقلد والقاضي في المثالين بالنسبة الى
______________________________________________________
(فان قلت) تأييدا لكلام الفصول القائل : بأنّ اللازم حال الانسداد العمل بالظنّ بالطّريق ، لا الظنّ بالواقع (نحن نرى انّه اذا عيّن الشارع طريقا للواقع عند انسداد باب العلم به) أي : بالواقع (ثمّ انسدّ باب العلم بذلك الطريق ، كان البناء) من العقلاء (على العمل بالظنّ في الطريق ، دون) العمل بالظنّ في (نفس الواقع) لأنّ الواقع عندهم قد انحصر في الطريق المعين.
(ألا ترى) شاهدا لذلك (انّ المقلّد يعمل بالظنّ في تعيين المجتهد) والحال إنّ المجتهد طريق ، و (لا) يعمل بالظنّ (في نفس الحكم الواقعي) الذي هو عليه.
(والقاضي يعمل بالظنّ في تحصيل الطرق المنصوبة لقطع المرافعات) مثل الصلح ، أو القرعة ، أو قاعدة العدل ، أو ما أشبه ، وهذه كلّها طرق الى الواقع (لا في تحصيل الحقّ الواقعيّ بين المتخاصمين) وانّه هل الحقّ لهذا أو لذاك في كلّ المخاصمات الماليّة ، وغير المالية؟.
(قلت : فرق بين ما نحن فيه وبين المثالين) المذكورين من المقلد والقاضي (فانّ الظّنون الحاصلة للمقلّد والقاضي في المثالين) المذكورين (بالنسبة الى