وإذا أخبره هذا العادل بعينه بطريق قطع هذه المخاصمة يأخذ به. فانّما هو لأجل قدرته على الاجتهاد في مسائل الطريق بإعمال الظنون وبذل الجهد في المعارضات ودفعها ، بخلاف الظنّ ، بحقيّة أحد المتخاصمين ، فانّه ممّا يصعب الاجتهاد وبذل الوسع في فهم الحقّ من المتخاصمين ، لعدم انضباط الأمارات في الوقائع الشخصيّة وعدم قدرة المجتهد على الاحاطة بها حتّى يأخذ بالاخرى.
______________________________________________________
(وإذا أخبره هذا العادل بعينه بطريق قطع هذه المخاصمة) كما إذا أخبره عن الامام عليهالسلام بأنه يقضي بالنّكول فقط من دون أن يردّ اليمين على المدّعي ، (يأخذ به).
وإنّما لا يعمل بشهادة العادل الواحد القائل بالحق ، ويعمل بخبر القائل بطريق قطع المخاصمة (فانّما هو لأجل قدرته) أي : القاضي (على الاجتهاد في مسائل الطريق ، بإعمال الظّنون وبذل الجهد في المعارضات ودفعها) أي : دفع تلك المعارضات بالنسبة الى انّه هل يقضي بالنّكول ، أو يحتاج مع النكول الى ردّ اليمين على المدعي ، أو غير ذلك؟.
(بخلاف الظّنّ بحقيّة أحد المتخاصمين) وانّ هذه الدّار المتنازع عليها لزيد أو لبكر وإن شهد عادل واحد بأنّها لزيد (فانّه ممّا يصعب الاجتهاد وبذل الوسع في فهم الحقّ من المتخاصمين) في انّ الحقّ مع أيهما؟.
وإنّما يصعب الاجتهاد (لعدم انضباط الأمارات في الوقائع الشّخصيّة وعدم قدرة المجتهد على الاحاطة بها) أي : بتلك الأمارات ، (حتّى يأخذ بالاخرى) والأوفق منها.
فالأمارة في كون الدّار ـ مثلا ـ لهذا أو لذاك في مائة قضية متماثلة ترفع