فان قلت : العمل بالظّنّ في الطريق عمل بالظنّ في الامتثال الظاهريّ والواقعيّ ، لأنّ الفرض إفادة الطريق للظنّ بالواقع ، بخلاف غير ما ظنّ طريقيّته ، فانّه ظنّ بالواقع وليس ظنّا بتحقق الامتثال في الظاهر ، بل الامتثال الظاهريّ مشكوك أو موهوم بحسب احتمال اعتبار ذلك الظنّ.
______________________________________________________
هذا الطّريق.
إذن : فنقول للفصول : انّ اللّازم تحصيل الظّن بالطريق ، لا الظّنّ بالواقع ، هو خلاف العقل والعقلاء والشرع.
(فان قلت :) اللازم العمل بالظّن بالطريق ـ كما يقوله الفصول ـ لا العمل بالظّنّ بالواقع ، لأنّ (العمل بالظّنّ في الطّريق ، عمل بالظّن في الامتثال الظّاهري والواقعيّ).
أمّا الظاهري : فلأنه ظنّ بالطريق.
وأما الواقعي : ف (لأنّ الفرض إفادة الطريق للظّن بالواقع) فاذا ظننّا بأنّ الخبر طريق وعملنا بالخبر ، فانّا نظنّ بالواقع أيضا.
(بخلاف غير ما ظنّ طريقيّته ، فانّه ظنّ بالواقع) فقط (وليس ظنّا بتحقّق الامتثال في الظّاهر) فانّه إذا ظنّ بوجوب صلاة الجمعة وأتى بها ، فانّه ظنّ بالواقع وبالامتثال الواقعي ، وليس ظنّا بالامتثال الظاهري لعدم تحقق الامتثال بسبب الطريق (بل الامتثال الظاهري مشكوك أو موهوم بحسب احتمال اعتبار ذلك الظنّ).
مثلا : إذا ظنّ في حال الانسداد بأنّ الخبر فقط طريق ، كان معناه : الوهم بأنّ الشهرة طريق ، أو معناه : الشك في انّ الشّهرة طريق أم لا؟ فاذا عمل بالشهرة التي قامت على وجوب الظهر كان تاركا للعمل بالظّنّ وآخذا بالعمل بالوهم أو الشك