الواقع على ما هو عليه وبين العلم بأدائه من الطريق المقرّر ممّا لا اشكال فيه.
نعم ، ما جزم به ـ من أنّ المناط في تحصيل العلم أوّلا هو العلم بتفريغ الذمّة دون أداء الواقع على ما هو عليه ـ فيه : انّ تفريغ الذمّة عمّا اشتغلت به إمّا بفعل نفس ما أراده الشارع في ضمن الأوامر الواقعيّة وإمّا بفعل ما حكم حكما جعليّا بأنّه نفس المراد ، وهو مضمون الطرق المجعولة ،
______________________________________________________
الواقع على ما هو عليه ، وبين العلم بأدائه من الطريق المقرّر) شرعا (ممّا لا اشكال فيه) فانّ الانسان سواء سأل الامام الصّادق عليهالسلام ، العالم بالحكم الواقعي ، أو سأل زرارة الذي جعله الشّارع طريقا الى احكامه ، يكون قد حصل على براءة الذمة.
(نعم ، ما جزم به) صاحب الحاشية (من انّ المناط في تحصيل العلم أوّلا هو : العلم بتفريغ الذّمة ، دون أداء الواقع على ما هو عليه) أي : ما هو عليه الواقع.
ف (فيه :) انّه غير تام ، إذ اللّازم أن يأتي الانسان بالواقع المعلوم علما وجدانيا ، أو بالواقع المعلوم علما تنزيليّا جعليّا ، وذلك لأنّ الشّارع جعل مفاد كلام زرارة واقعا جعليّا تنزيليا ، فالمكلّف مخير بين أن يعمل بهذا أو بذاك ، ف (انّ تفريغ الذمة عمّا اشتغلت به) من الاحكام ، يمكن على وجهين :
الأول : (إمّا بفعل نفس ما أراده الشارع في ضمن الأوامر الواقعيّة) بأن يعلم بالحكم الواقعي فيعمل به ، فتفرغ ذمته.
الثاني : (وامّا بفعل ما حكم حكما جعليا : بانّه نفس المراد وهو :) أي : ما حكم حكما جعليا (مضمون الطرق المجعولة).