وأمّا إذا نصبه بشرط العجز عن تحصيل العلم فهو أيضا كذلك ، ضرورة أنّ القائم مقام تحصيل العلم الموجب للإطاعة الواقعيّة عند تعذّره هي الاطاعة الظاهريّة المتوقفة على العلم بسلوك الطريق المجعول ، لا على مجرّد سلوكه.
والحاصل : أنّ سلوك الطريق المجعول مطلقا أو عند تعذّر العلم
______________________________________________________
(وأمّا إذا نصبه بشرط العجز عن تحصيل العلم) بالواقع (فهو أيضا كذلك) أي : يعتبر في سقوط أمره : حصول الامتثال المتوقف على العلم ، الّا فيما لا يعتبر في سقوطه قصد الاطاعة والامتثال ـ على ما مرّ قبل سطور ـ وذلك (ضرورة انّ القائم مقام تحصيل العلم الموجب للاطاعة الواقعيّة عند تعذّره) أي : عند تعذر العلم (هي الاطاعة الظّاهريّة ، المتوقفة على العلم بسلوك الطريق المجعول ، لا على مجرّد سلوكه) إلّا فيما لا يعتبر في سقوطه قصد الاطاعة ـ على ما سبق ـ.
(والحاصل) من كل ما مضى أمران : ـ.
الاوّل : انّ سلوك الطريق المجعول في عرض الواقع ، فللمكلّف أن يعمل بالواقع ، أو بالطريق المجعول.
الثاني : انّ براءة الذمة لو احتاجت الى قصد الطاعة لم تتحقق إلّا بعد العلم ، فاذا لم يكن علم فالظّنّ يقوم مقام العلم ، وإذا لم تحتج البراءة الى قصد الطاعة ، كان مجرد الاتيان بالواقع الحقيقي أو الواقع التنزيلي موجبا للبراءة وإن لم يعلم به المكلّف ، كمن يغسل يده بالماء وهو لا يعلم انّه تكليفه ، فان يده تطهر بذلك.
وإن شئت قلت : انّ فراغ الذمّة تابع للاتيان وان لم يعلم ، امّا العلم بفراغ الذمة فهو تابع للعلم بالشيء ، إذ بدون العلم بالشيء كيف يعلم بالفراغ من ذلك الشيء؟ ف (إنّ سلوك الطّريق المجعول مطلقا ، او عند تعذّر العلم) إنّما هو