ومنشأ ما ذكره قدسسره
______________________________________________________
والمتحصّل : انّ كلام المحشي في الموردين ، كلاهما لا يخلوان من نظر :
الأوّل قوله : اللّازم الظنّ بالفراغ ، بينما اللّازم الظّنّ بإتيان الواقع.
الثاني : الظّنّ بالطّريق ظنّ بالفراغ ، دون الظنّ بالواقع فانّه ليس ظنّا بالفراغ ، بينما الظنّ بالواقع أيضا ظنّ بالفراغ.
وإن شئت قلت : انّ كلام المحشي ـ ثانيا ـ : بالفرق بين الظّنّ بالواقع ، والظّنّ بالطريق ، بأنّ الأول : لا يستلزم الظّنّ بالفراغ ، بخلاف الثاني : فانّه يستلزم الظّنّ بالفراغ ، غير ظاهر الوجه ، لما عرفت : من كون مؤدّى الطّريق بمنزلة الواقع ، والعلم به بمنزلة العلم بالواقع ، فلو كان الظّنّ بالطريق مستلزما للظنّ بالفراغ ، فالظّنّ بالواقع أولى بذلك ، فانّه لا فرق بينهما من جهة الامتثال في مقام الامتثال ، ومن جهة الظّنّ بالفراغ مقام الظنّ بالفراغ.
(ومنشأ ما ذكره) صاحب الحاشية (قدسسره) من لزوم الظنّ بالطريق بعد الانسداد ، وعدم كفاية الظّنّ بالواقع ، وهو إنّ هناك ثلاثة أمور :
١ ـ العلم بوجوب صلاة الجمعة ، والعلم طريق عقلي.
٢ ـ قيام الخبر على وجوب صلاة الجمعة ، والخبر طريق شرعي.
٣ ـ كون الخبر في عرض العلم.
وبعد الانسداد يمكن ثلاثة ظنون :
الأوّل : الظّنّ بالعلم ، ولا معنى له.
الثاني : الظّنّ بالواقع ، ولا يوجب الظنّ بالفراغ ، إذ سلوك الواقع ليس علّة تامة للفراغ.
الثّالث : الظّنّ بالطّريق المجعول ، فيلزم اتباعه لفرض كونه ظنّا بالعلّة التامة