فكيف توجيه خروج القياس ، مع أنّ الدليل العقليّ لا يقبل التخصيص.
فهنا مقامات :
الأوّل :
في كون نتيجة دليل الانسداد مهملة أو معيّنة.
______________________________________________________
كل الظّنون (فكيف) يتم (توجيه خروج القياس ، مع أنّ الدليل العقلي لا يقبل التخصيص؟) فالعقل يرى حجيّة الظنّ عند الانسداد ، والظنّ يشمل الظنّ القياسي وغير القياسي ـ معا ـ فكيف يخرج الانسداديون الظنّ القياسي ويقولون : بانّه لا يعمل به في حال الانسداد؟.
وإنّما نقول بان الدليل العقلي لا يقبل التخصيص ، لأنّ العقل يعيّن موضوع حكمه ، ثم يحكم على ذلك الموضوع ، ومن الواضح : إنّ بعد تعيين الموضوع لا معنى لتخصيصه.
مثلا : العقل يرى إنّ كل عدد هو نصف مجموع حاشيته ، فهل هذا الحكم العقلي قابل للتخصيص ، بانّ يقال إنّ العدد عشرة ـ مثلا ـ ليس كذلك؟.
وكذا إذا حكم العقل : بانّ مساحة المربع تحصل من ضرب أحد اضلاعه في الضلع المجاور له ، سواء في المربع التام التربيع ، أو في المربع المستطيل ، فهل يمكن أن يقال : إنّ هذا الحكم العقلي لا يجري في المربع الكذائي؟.
وهكذا اذا حكم العقل : بانّ الظّلم قبيح ، فهل يمكن أن يقال : انّ الظلم الفلاني ليس بقبيح؟ والى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة.
(فهنا) في هذا الأمر الثاني من تنبيهات الانسداد (مقامات) على النحو التالي :
(الأوّل : في كون نتيجة الانسداد مهملة أو معيّنة).