وفي سيرة المسلمين وفي سيرة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والائمّة عليهمالسلام مع الناس ، الجزم بعدم اعتبارها حتى مع التمكّن من المعرفة العلميّة.
ولذا ذكر المحقّق قدسسره كما في المدارك في باب الوضوء : «إنّ ما حقّقه المتكلّمون من وجوب ايقاع الفعل لوجهه
______________________________________________________
(اللَّيْلِ) (١) وقوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ) (٢) وقوله سبحانه : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) (٣) الى غير ذلك.
(وفي سيرة المسلمين) حيث جرت سيرتهم على عدم قصد الوجه في الصلاة وغيرها.
(وفي سيرة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم والائمة عليهمالسلام مع الناس) فانّهم بيّنوا للناس الأجزاء ، والشرائط ، والموانع ، والقواطع ، ولم يذكروا الوجه.
وعليه : فالمتأمّل يحصل له (الجزم بعدم اعتبارها) أي : عدم اعتبار معرفة الوجه (حتى مع التمكن من المعرفة العلميّة) فانّ الانسان الذي يعلم انّ الحمد واجب والقنوت مستحب ، لا يلزم أن ينوي الوجوب عند قراءة الحمد ، ولا النّدب عند القنوت.
(ولذا) أي : لأجل ما ذكرناه : من عدم اعتبار قصد الوجه حتى مع التمكن من المعرفة العلميّة (ذكر المحقّق قدسسره كما) نقل عنه (في المدارك في باب الوضوء) من (انّ ما حقّقه المتكلّمون : من وجوب إيقاع الفعل لوجهه) يعني : إنّه يقصد
__________________
(١) ـ سورة الاسراء : الآية ٧٨.
(٢) ـ سورة البقرة : الآية ١٨٣.
(٣) ـ سورة آل عمران : الآية ٩٧.