لاندفاعه : بانّ المراد بالظنّ الخاصّ ما علم حجيّته بغير دليل الانسداد ، فتأمل.
الثاني : كون بعض الظنون أقوى من بعض فيتعيّن العمل عليه ، للزوم الاقتصار في مخالفة الاحتياط اللازم في كلّ واحد من محتملات التكاليف الواقعيّة من الواجبات والمحرّمات على القدر المتيقن ، وهو ما كان الاحتمال الموافق للاحتياط فيه في غاية البعد ،
______________________________________________________
وإنّما لا يتوهم (لاندفاعه : بانّ المراد بالظّن الخاص : ما علم حجيّته بغير دليل الانسداد) ومن المعلوم : انّ القدر المتيقن في المقام إنّما علم حجّيته بسبب دليل الانسداد ، فلا يكون المتيقن من باب الظنون الخاصّة.
(فتأمل) ولعلّه اشارة الى انّ القدر المتيقن لم يثبت بدليل الانسداد ، بل هو معلوم ، سواء قلنا بالانسداد أم لا.
(الثاني :) من الوجوه الثلاثة مما يصلح أن يكون معيّنا أو مرجحا : (كون بعض الظّنون أقوى من بعض) وإنّ لم يكن متيقنا بالنسبة الى الباقي ، لأنّ القدر المتيقن غير القدر المرجّح (فيتعيّن العمل عليه) اي : على هذا الأقوى.
وذلك (للزوم الاقتصار في مخالفة الاحتياط اللازم في كلّ واحد من محتملات التكاليف الواقعيّة ، من الواجبات والمحرّمات) لأنّ هناك علما إجماليا كبيرا من أوّل الفقه الى آخر وهذا العلم الاجمالي يقتضي الاتيان بكل محتمل الوجوب وترك كل محتمل التحريم ، فيلزم الاقتصار في مخالفته. (على القدر المتيقّن) منه (وهو : ما كان الاحتمال الموافق للاحتياط فيه) ضمير «فيه» عائد الى : «ما» في قوله : ما كان الاحتمال (في غاية البعد).
فانّه كلّما كان الظنّ قويّا عمل على الظنّ ، وكلّما كان الظنّ ضعيفا لا يعمل