قطعا ، لأنّ اعتبار معرفة الوجه إن كان لتوقّف نيّة الوجه عليها ، فلا يخفى أنه لا يجدي المعرفة الظنيّة في نيّة الوجه ، فانّ مجرّد الظنّ بوجوب شيء لا يتأتى معه القصد لوجوبه ، اذ لا بدّ من الجزم بالنيّة ، ولو اكتفى بمجرّد الظنّ بالوجوب ولو لم يكن نيّة حقيقة فهو ممّا لا يفي بوجوبه ما ذكروه في اشتراط نيّة الوجه.
______________________________________________________
المعرفة (قطعا ، لأنّ اعتبار معرفة الوجه إن كان ، لتوقّف نيّة الوجه عليها) اي : على المعرفة العلمية بمعنى : إنّ الانسان يجب عليه أن يعرف الوجه ، حتى يتمكن من أن ينوي الوجه عند إرادة الصلاة وسائر العبادات.
وعليه : (فلا يخفى : إنّه لا يجدي المعرفة الظنيّة في نيّة الوجه) فانّ الانسان اذا ظنّ الوجوب ، أو ظنّ الاستحباب ، لم يكف هذا الظنّ في أن ينوي الوجه ، فاذا ظنّ ـ مثلا ـ بانّ جلسة الاستراحة واجبة ، فهل يتمكن أن يقول في قلبه : انّي آتي بجلسة الاستراحة التي هي واجبة؟.
(فانّ مجرد الظّن بوجوب شيء لا يتأتى معه القصد لوجوبه) فانّ الانسان اذا لم يعرف الوجوب ، كيف ينوي الوجوب؟ ولو نواه فرضا كانت نيته اعتباطا (اذ لا بدّ من الجزم بالنيّة) اذ بدون الجزم بالنيّة لا تصدق العبادة فكما يحتاج الى الجزم بالنسبة الى ذات العبادة كذلك يحتاج الى الجزم بسائر خصوصياتها ، والتي من تلك الخصوصيات الوجه.
(ولو) قلت : (اكتفى بمجرّد الظنّ بالوجوب ولو لم يكن نيّة حقيقة) بان يقول المصلّي : آتي بجلسة الاستراحة بظنّ الوجوب.
قلت : هذا غير كاف (فهو ممّا لا يفي بوجوبه) اي : بوجوب الوجه ، ويدلّ عليه (ما ذكروه في اشتراط نية الوجه) فانّ دليلهم على لزوم نيّة الوجه ، يدلّ على