وإن لم يكن إماميّا أو ثقة على الاطلاق ، إذ ربّما يتسامح في غير الرّوايات بما لا يتسامح فيها.
وأمّا احتمال الارسال ، فمخالف لظاهر كلام الراوي ، وهو داخل في ظواهر الألفاظ ، فلا يعتبر فيها إفادة الظنّ فضلا عن الاطمئنان منه.
______________________________________________________
شخص في هذا الخبر الخاص وإن لم يكن صادقا في سائر أخباره.
وإنّما يثق بصدقه في هذا الخبر الخاص ، لقرائن تكتنف بكلامه (وان لم يكن) الضمير يرجع الى : من يوثق ، أي : الراوي لم يكن (إماميا أو ثقة على الاطلاق) أي : انّه ليس في كلّ إخباراته ثقة ، وإنّما يكون في هذا الخبر ثقة.
(إذ ربّما يتسامح في غير الرّوايات بما لا يتسامح فيها) كما هو شأن غالب من له تديّن في الجملة ، فانّه ينقل كل خبر عادي بدون التثبت فيه ، أما الأخبار عنهم عليهمالسلام فلا ينقلها إلا عن تثبت لمكان دينه وعلمه بان الخبر عنهم عليهمالسلام إذا لم يكن مورد الاطمئنان يكون ورائه العقاب.
(و) إن قلت : كيف يطمئن بصدور المتن وفي متون كثير من الأخبار إرسال ، والارسال يوجب عدم الظّنّ بالصدور؟.
قلت : (أمّا احتمال الارسال) في الخبر (فمخالف لظاهر كلام الراوي) فانّ الظاهر من كلام الانسان الذي ينقل الخبر عن شخص هو : إنّه سمعه منه بلا واسطة ، وبدون أن يكون هناك بينه وبين المروي عنه واسطة.
(و) من المعلوم : إنّه (هو) أي : هذا الظاهر الذي ذكرناه (داخل في ظواهر الألفاظ ، فلا يعتبر فيها إفادة الظّن فضلا عن الاطمئنان منه) أي : من الظنّ ، فانّ الظواهر حجّة عند العقلاء سواء ظنوا أم لم يظنّوا.