أو نحو ذلك.
ولا يخفى أنّ شيئا من الأخبار الواردة على أحد هذه الوجوه المتقدّمة ، لا يدلّ على حرمة العمل بالقياس الكاشف عن صدور الحكم عموما
______________________________________________________
زرارة : «لو إنّ العباد إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا ، لم يكفروا» (١).
(أو نحو ذلك) كصورة التمكّن من الطرق الشرعية.
(ولا يخفى : انّ شيئا من الأخبار الواردة على أحد هذه الوجوه المتقدّمة) المذكورة (لا يدلّ على حرمة العمل بالقياس) وذلك لأن القسم الأول من الأخبار يدل على حرمة القياس في قبال الأئمة عليهمالسلام.
والقسم الثاني : يدلّ على المبالغة في المنع ، للدلالة على كثرة تخلّف القياس عن الواقع ، وهو نظير قوله سبحانه : (إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً) (٢) وذلك خاص بزمان الانفتاح.
والقسم الثالث : كذلك ، حيث إنّ كثرة المخالفة توجب إبطال الدّين ، الذي هو أمر حقيقي ، جعله الله سبحانه لوصول الناس الى الواقعيات ، ومن المعلوم : إنّه إذا تعذر الوصول الى الواقعيات كافة ، فالوصول الى بعض الواقعيات بسبب القياس أقرب الى العقل من الترك المطلق.
والقسم الرابع : الدال على التوقف ، فقد عرفت وجهه ممّا لا حاجة الى تكراره. وعليه : فلا دلالة في هذه الأخبار على حرمة العمل بالقياس (الكاشف عن صدور الحكم عموما) بأن بيّنوا عليهمالسلام حكما عامّا مثل : «كل شيء
__________________
(١) ـ الكافي (اصول) : ج ٢ ص ٣٨٨ ح ١٩ ، المحاسن : ص ٢١٦ ح ١٠٣ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٥٨ ب ١٢ ح ٣٣٤٧٤.
(٢) ـ سورة يونس : الآية ٣٦.