ودعوى : «الفرق بين زماننا هذا وزمان انطماس جميع الأمارات السمعيّة» ممنوعة ، لأنّ المفروض أنّ الأمارات السمعيّة الموجودة بأيدينا لم يثبت كونها متقدّمة في نظر الشارع على القياس ، لأنّ تقدّمها على القياس إن كان لخصوصية فيها ، فالمفروض بعد انسداد باب الظنّ الخاصّ عدم ثبوت خصوصيّة فيها واحتمالها ، بل ظنّها لا يجدي ،
______________________________________________________
(و) إنّ قلت : إن زماننا هذا يوجد فيه خبر الواحد وما أشبه ، فليس مثل الانسان الذي انكسرت به السفينة وبقي في جزيرة منعزلة.
قلت : (دعوى الفرق بين زماننا هذا وزمان انطماس جميع الأمارات السّمعيّة) كزمان التجاء جماعة من الناس ، أو واحد منهم الى الجزيرة (ممنوعة ، لأنّ المفروض : انّ الأمارات السّمعيّة الموجودة بأيدينا) الآن ، بعد الغيبة بأكثر من ألف سنة (لم يثبت كونها) أي : كون هذه الأمارات السمعيّة (متقدّمة في نظر الشارع على القياس).
وذلك (لأنّ تقدمها على القياس) أي : تقدّم تلك الأمارات السمعيّة (إن كان لخصوصيّة فيها) أي : في هذه الأمارات السمعية (فالمفروض بعد انسداد باب الظّنّ الخاص عدم ثبوت خصوصيّة فيها) حتى تكون الأمارات السمعية ظنونا خاصة يجب العمل بها.
(و) إنّ : الأمارات تحتمل الخصوصيّة ، بل نظنّ الخصوصية فيها ، ولذا تكون هذه الأمارات مقدّمة على الظنّ القياسي.
قلت : (احتمالها) اي : الخصوصيّة (بل ظنّها لا يجدي) ولا ينفع في تقدّم الأمارات على الظنّ القياسي ، لأنّ الاحتمال والظنّ لا يجعل شيئا حجّة.