من دين الله» ، وغيرها ، ممّا دلّ على غلبة مخالفة الواقع في العمل بالقياس ، وخصوص رواية أبان بن تغلب الواردة في دية اصابع الرجل والمرأة
______________________________________________________
من دين الله» (١) والمراد منه : جزئيات فروع الدّين ، لا كليات الفروع ، ولا اصول الدين ، مثلا : العقل يدرك لزوم الصلاة والصوم ، والحجّ ، والخمس ، والزّكاة وما أشبه ، لكن لا يدرك لما ذا الركعات الخاصة؟ ولما ذا الأذكار الخاصة؟
ولما ذا الترتيب الخاص؟ وكذلك لا يدرك العقل لما ذا المفطرات الخاصة ، والوقت الخاص للصوم؟ ولما ذا الأشواط الخاصة ، والأوقات الخاصة لمناسك الحجّ؟ ولما ذا النصاب الخاص ، والاصناف الخاصة في الخمس والزكاة.
وبهذا يجمع كون الاسلام دين العقل وان العقل حجّة باطنة (٢) ـ كما في الاحاديث ـ وبين «إنّ الدّين لا يصاب بالعقول» (٣).
كما ان اصول الدّين ايضا عقليّة ، ولذا اقام العلماء على كلّ أصل أصل جملة من الأدلة العقلية (وغيرها ممّا دلّ على غلبة مخالفة الواقع في العمل بالقياس) ولو كان القياس له مدخلية في الدين ، لزم أن يكون الدين يجمع بين المؤتلفات ويفرّق بين المختلفات ، لا أنّ يكون العكس ـ كما مرّ ـ.
(وخصوص رواية أبان بن تغلب الواردة في دية اصابع الرّجل والمرأة
__________________
(١) ـ وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٩٢ ب ١٣ ح ٣٣٥٧٢ (بالمعنى) ، بحار الانوار : ج ٩٢ ص ٩١ ب ٨ ح ٣٧ وص ٩٤ ح ٤٥ وص ٩٥ ب ٩ ح ٤٨ وص ١١٠ ب ١٠ ح ١٠ (بالمعنى).
(٢) ـ راجع الكافي (اصول) : ج ١ ص ١٦ ج ١٢ ، بحار الانوار : ج ١ ص ١٣٧ ب ٤ ح ٣.
(٣) ـ كمال الدين : ص ٣٢٤ ح ٩ ، مستدرك الوسائل : ج ١٧ ص ٢٦٢ ب ٦ ح ٢١٢٨٩ ، بحار الأنوار : ج ٢ ص ٣٠٣ ب ٣٤ ح ٤١.