الوجه السابع : هو أنّ خصوصيّة القياس من بين سائر الأمارات هي غلبة مخالفتها للواقع ، كما يشهد به قوله عليهالسلام : «إنّ السّنة اذا قيست محق الدّين» ، وقوله : «كان ما يفسده اكثر ممّا يصلحه» ، وقوله : «ليس شيء ابعد عن عقول الرّجال من دين الله»
______________________________________________________
هذا ، ولا يخفى : انّ خلاصة هذا الوجه الذي هو سادس الوجوه ، كان عبارة : عن وجود مفسدة ذاتية في القياس ، ولذلك نهى الشارع عنه.
(الوجه السّابع :) من وجوه أجوبة اشكال خروج القياس (هو أن) في القياس مفسدة خلاف الواقع ، لا المفسدة الذاتيّة ، فحيث انّه كثيرا ما يخالف الواقع نهى الشارع عنه ، حتى في حال الانسداد ، فخروج (خصوصيّة القياس من بين سائر الأمارات) حيث أجاز الشارع سائر الأمارات وأبطل العمل بالقياس (هي غلبة مخالفتها) أي : القياسات (للواقع كما يشهد به قوله عليهالسلام : «إنّ السنّة اذا قيست محق الدّين» (١)) المحق : بمعنى : البطلان ، اي : بطل الدّين ، لأنّه لا يطابق الواقع حينئذ.
(وقوله) عليهالسلام : («كان ما يفسده أكثر ممّا يصلحه» (٢)) لأنّ الافساد عبارة عن المخالفة للواقع ، بينما الاصلاح عبارة عن الموافقة للواقع.
(وقوله) عليهالسلام : («ليس شيء أبعد عن عقول الرّجال من دين الله» (٣)) وقد تقدّم معنى : ان العقل لا يصيب الدّين ، وان المراد به في الجزئيات والّا فالكليات
__________________
(١) ـ الكافي (فروع) : ج ٧ ص ٢٩٩ ح ٦ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ٤١ ب ٦ ح ٣٣١٦٠ وج ٢٩ ص ٣٥٢ ب ٤٤ ح ٣٥٧٦٢.
(٢) ـ بحار الأنوار : ج ١ ص ٢٠٨ ب ٥ ح ٧ وفيه (ما يصلح) ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ٢٥ ب ٤ ح ٣٣١١٢.
(٣) ـ تفسير العياشي : ج ١ ص ١١ ح ٢ وص ١٢ ح ٨ ، وسائل الشيعة : ج ٢٧ ص ١٩٢ ب ١٣ ح ٣٣٥٧٢ بحار الأنوار : ج ٩٢ ص ٩١ ب ٨ ح ٣٧ وص ٩٤ ح ٤٥ وص ٩٥ ب ٩ ح ٤٨ (والجميع بالمعنى).