وغير ذلك.
وهذا المعنى لمّا خفي على العقل الحاكم بوجوب سلوك الطرق الظنيّة عند فقد العلم ، فهو إنّما يحكم بها لادراك أكثر الواقعيّات المجهولة بها. فاذا كشف الشارع عن حال القياس وتبيّن عند العقل حال القياس فيحكم حكما اجماليا بعدم جواز الرّكون اليه.
نعم ، اذا حصل الظنّ منه في خصوص مورد ، لا يحكم بترجيح غيره عليه
______________________________________________________
غالبا تصاب بالعقول ، فانّ الاسلام دين العقل.
(وغير ذلك) من الروايات الدالة على أنّ القياس يخالف الواقع كثيرا.
(وهذا المعنى) اي : غلبة مخالفة القياس للواقع (لمّا خفي على العقل ، الحاكم بوجوب سلوك الطرق الظنّية عند فقد العلم) اذ العقل يحكم بوجوب اتباع العلم في امتثال أوامر المولى ، فاذا فقد المكلّف العلم بها ، (فهو) اي : العقل يحكم بوجوب اتباع الظنّ.
و (انّما يحكم بها) اي : بتلك الطرق الظنيّة (لادراك اكثر الواقعيات المجهولة بها) اي : بهذه الطرق ، وقوله : «بها» متعلق «بالادراك» فانّ تلك الطرق تدرك اكثر الواقعيات المجهولة (فاذا كشف الشّارع عن حال القياس) وانّه لا يطابق الواقع (وتبيّن عند العقل حال القياس ، فيحكم) العقل (حكما إجماليا بعدم جواز الرّكون اليه) اي : الى القياس ، لأنّ الشارع العالم بالحقائق كشف للعقل عدم مطابقة القياس على الاغلب للواقع.
(نعم ، اذا حصل الظنّ منه) اي : من القياس (في خصوص مورد) من الموارد وفرع من الفروع ، في حين (لا يحكم) العقل (بترجيح غيره عليه) أي : لا يحكم