مجازفة ، إذ لا علم ولا ظنّ بطروّ مخالفة الظاهر في غير الخطابات التي علم إجمالها بالخصوص. مثل : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ ، * وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ ،) وشبههما.
______________________________________________________
الاستحباب والنهي الى الكراهة.
لكن هذه الدعوى (مجازفة) غير صحيحة ، اذ الخطابات الشرعيّة في الكتاب والسنّة على قسمين : الأول : ما صار مجملا بسبب وجود تخصيص أو تقييد ، أو خلاف ظاهر يرجع الى بعضها ولا نعلم الى أيّ منها؟ فيصير الجميع مجملا.
مثلا : إذا قال المولى : أكرم العلماء ، ثم قال : أكرم الزّهاد ، ثم قال : لا تكرم الفساق ، فاشتبه الأمر بانّه هل استثنى الفسّاق من العلماء ، أو من الزّهاد؟ فيكون وجوب الاكرام مجملا بالنسبة الى أفراد كل من العنوانين ، وفي هذا القسم يكون كلام المدعي تاما لانّه لا ظاهر حتى يستشكل الشيخ عليه : بأن الظن الانسدادي لا يتمكن من تخصيص أو تقييد أو صرف العمومات والمطلقات والظواهر عن ظواهرها.
القسم الثاني : ما لم يصر مجملا ، وهذا القسم لا يتمكن الظنّ الانسدادي من تقييده وتخصيصه ، وفي هذا القسم يرد إشكال الشيخ على القائل : بانّ الظّنّ الانسدادي يقوم مقام العلم والعلمي في حال الانسداد (إذ لا علم ولا ظنّ بطروّ مخالفة الظاهر في غير الخطابات التي علم إجمالها بالخصوص مثل : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) (١) (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) (٢) وشبههما) فانّ مثل هاتين الآيتين قد علم إجمالهما ، لكثرة التخصيصات والتقييدات بالنسبة الى الصلاة والحجّ ونحوهما.
__________________
(١) ـ سورة النور : الآية ٥٦.
(٢) ـ سورة آل عمران : الآية ٩٧.