يسري الى الوجوديات المقارنة ، معها بل لبناء العقلاء عليها في امورهم بمقتضى جبلّتهم» ، مدفوعة : بأنّ عمل العقلاء في معاشهم على ما لا يفيد الظنّ بمقاصدهم والمضي في امورهم بمحض الشك والتردّد في غاية البعد ، بل خلاف ما نجده من أنفسنا معاشر العقلاء.
وأضعف من ذلك أن يدّعى : أنّ المعتبر عند العقلاء من الظنّ الاستصحابي هو الحاصل بالشيء من تحققه السابق ، لا الظنّ الساري من هذا الظنّ الى شيء آخر.
______________________________________________________
يسري الى الوجوديات المقارنة معها) أي : مع العدميات (بل لبناء العقلاء عليها) أي : على الاستصحابات العدمية (في امورهم بمقتضى جبلّتهم») وفطرتهم تعبدا ، لا بمقتضى الظن فلا يسري الاستصحاب العدمي الى الوجودي.
هذه الدعوى (مدفوعة : بأنّ عمل العقلاء في معاشهم على ما لا يفيد الظنّ بمقاصدهم والمضي في امورهم بمحض الشك والتردّد في غاية البعد) فإن عملهم إنّما هو لافادته الظن (بل) هو بمحض التعبد (خلاف ما نجده من أنفسنا معاشر العقلاء) فإنّا نعمل حسب الظن ، لا تعبدا حتى وإن لم يفد الظن.
وعليه : فإذا كان الاستصحاب العدمي حجة من باب الظن العقلائي ، فقد عرفت : إن الظن العدمي يسري الى الظن الوجودي.
(وأضعف من ذلك) أي : من الدعوى السابقة (أن يدّعى : أنّ المعتبر عند العقلاء من الظنّ الاستصحابي) أي : بنائهم على حجية الاستصحاب للظن ، لا للتعبد ، لكن المعتبر عندهم من هذا الظن (هو الحاصل بالشيء من تحققه السابق) فيكون الاستصحاب حجة فيه فقط (لا الظنّ الساري من هذا الظنّ الى شيء آخر) كالساري من العدمي الى الوجودي.