في الواقع ، وأنّ الاذعان به يحصل بمجرد العلم بالتحقّق ، فردّ عليه بأنّه ليس الأمر كذلك ، وأنّ الاذعان والظنّ بالبقاء لا بدّ له من أمر أيضا ، كعادة ، أو أمارة ، أو غيرهما» ، انتهى.
______________________________________________________
في الواقع ، و) الرد على من ادّعى : (أنّ الاذعان به) أي : بالدوام (يحصل بمجرد العلم بالتحقّق ، فردّ عليه) بما يلي :
أولا : (بأنّه ليس الأمر كذلك) فان علّة الدوام ليس هو مجرد التحقق والثبوت في الواقع.
ثانيا : (وأنّ الاذعان والظنّ بالبقاء) علما بأن الظن تفسير للاذعان ، أو هو أعم من الاذعان ، لأن الاذعان هو
الدرجة الرفيعة من الظن ، والظن يشمل حتى الدرجة الخفيفة من الرجحان ، فانه (لا بدّ له من أمر أيضا).
وعليه : فكما ان البقاء يحتاج إلى علة ، كذلك الاذعان والظن بالبقاء يحتاج إلى قرينة ودليل ، حتى يظن الانسان بأن الشيء السابق باق.
وان شئت قلت : ان البقاء يحتاج إلى العلة في مقام الثبوت ، والاذعان يحتاج إلى الاعتراف بالبقاء في مرحلة الاثبات (كعادة ، أو أمارة ، أو غيرهما») مثل قابلية الشيء إلى انه إذا ثبت بقى.
(انتهى) كلام السيد الصدر في شرح الوافية.
هذا ، ولا يخفى : ان السيد الصدر لما قال في توجيهه الثاني : بكفاية قابلية الدوام للدليل في القول ببقاء الحكم الأوّل إلى الزمان الثاني ، كان كلامه هذا معرضا لأن يستشكل عليه : بان هذا التوجيه يضادّ ما قاله الغزالي : بأنه لا بد من وجود سبب للدوام ، وذلك لوضوح ان قابلية الدليل للسببية غير وجود السبب.
فأجاب السيد الصدر : بأن غرض الغزالي من هذا الكلام هو : الرد على