وإمّا يحتمل حدوثه بعده ، إمّا بتبدّله إليه وإمّا بمجرد حدوثه مقارنا لارتفاع ذلك الفرد.
وفي جريان استصحاب الكلّي في كلا القسمين نظرا إلى تيقّنه سابقا وعدم العلم بارتفاعه
______________________________________________________
وكما إذا علم زيد بأن دما أصاب ثوبه فغسله فعلم بزواله ، لكنه احتمل احتمالا عقلائيا وجود دم آخر معه بحيث يحتمل بقاء النجاسة على ثوبه.
(وإمّا يحتمل حدوثه بعده ، إمّا بتبدّله) أي : تبدل الفرد السابق (إليه) أي : إلى الفرد الجديد ، كما إذا علمنا بحصول السواد في جسم ، ثم علمنا بزوال ذلك السواد ، لكن احتملنا تبدله إلى سواد آخر أخف منه.
وكما إذا أصاب ثوبه دم عبيط ـ مثلا ـ فغسله في الظلام فعلم بزوال ذلك الدم العبيط ، لكن احتمل تبدله إلى دم أخف ممّا لا يجوز الصلاة في أيّ منهما؟.
(وإمّا بمجرد حدوثه) أي : حدوث الفرد الجديد (مقارنا لارتفاع ذلك الفرد) السابق كما إذا احتملنا دخول عمرو في الدار مقارنا لخروج زيد منها ، لا أن عمروا كان في الدار قبل خروج زيد منها على ما هو مفروض القسم الأوّل.
وكما إذا احتمل حدوث دم آخر على الثوب مقارنا لغسل الدم الأوّل.
هذا (وفي جريان استصحاب الكلّي في كلا القسمين) من الكلي الثالث ـ وهما ما أشرنا إليه بقولنا : اما ان يحتمل وجوده مع ذلك الفرد المعلوم ، واما ان يحتمل حدوثه بعده ـ أو عدم جريان الاستصحاب فيهما ، أو التفصيل بينهما ، وجوه ثلاثة كما يلي :
الوجه الأوّل : جريان الاستصحاب فيهما ، وذلك (نظرا إلى تيقّنه) أي : تيقن الكلي فيهما (سابقا وعدم العلم بارتفاعه) لا حقا فيتمّ أركان الاستصحاب بالنسبة