الحقّ في مثله التمسك بالبراءة لكون صوم كلّ يوم واجبا مستقلا.
وأمّا القسم الثاني : أعني : الامور التدريجيّة غير القارّة ، كالتكلّم ، والكتابة ، والمشي ، ونبع الماء من العين ، وسيلان دم الحيض من الرحم ، فالظاهر : جواز إجراء الاستصحاب فيما يمكن أن يفرض فيها أمرا واحدا مستمرّا
______________________________________________________
الحقّ في مثله) من الشك في الأقل والأكثر الاستقلاليين (التمسك بالبراءة) لا بالاشتغال والاحتياط.
وإنّما كان الحق هنا التمسك بالبراءة لا بالاشتغال (لكون صوم كلّ يوم واجبا مستقلا) غير مرتبط ببقية الأفراد ، ولهذا إذا صام كل شهر رمضان إلّا يوما واحدا لم يصمه عصيانا ، كان صيامه لباقي الأيام صحيحا غير مرتبط بهذا الافطار العمدي في اليوم الواحد ، إلى غير ذلك مما تقدّم في مسألة الأقل والأكثر غير الارتباطيين.
هذا تمام الكلام في القسم الأوّل من الامور التدريجية غير القارة الذي هو الزمان.
(وأمّا القسم الثاني : أعني : الامور التدريجيّة غير القارّة) التي تسمّى بالزمانيات (كالتكلّم ، والكتابة ، والمشي ، ونبع الماء من العين ، وسيلان دم الحيض من الرحم) وغيرها من الزمانيات فما هو حكم الاستصحاب فيها؟.
مثلا : إذا قال المولى لعبده : ابق في الدار ما دام الخطيب يتكلم ، أو ما دام فلان يكتب ، أو ما دام يمشي ، أو ما دام ينجر الخشب ، أو يبني الدار ، أو ما أشبه ذلك من الامور التدريجية الزمانية (فالظاهر : جواز إجراء الاستصحاب فيما يمكن أن يفرض فيها أمرا واحدا مستمرّا) عرفا.
وعليه : فما كان من الزمانيات بنظر العرف أمرا واحدا جرى فيه الاستصحاب