نظير ما ذكرناه في نفس الزمان فيفرض التكلّم ـ مثلا ـ مجموع أجزائه أمرا واحدا ، والشك في بقائه لأجل الشك في قلّة أجزاء ذلك الفرد الموجود منه في الخارج وكثرتها ، فيستصحب القدر المشترك المردّد بين قليل الأجزاء وكثيرها.
______________________________________________________
مثل تكلم الخطيب في مجلس واحد فان مجموعه يعدّ عرفا أمرا واحدا وفردا من افراد كلي التكلم الصادق على هذا الفرد من التكلم وعلى غيره ، سواء كان تكلما من هذا الخطيب نفسه أم من سائر الخطباء.
وهكذا يكون بنظر العرف حال الكتابة والمشي ونجر الخشب والاشتغال بالبناء وغير ذلك.
إذن : فما ذكرناه من فرض الوحدة في الزمانيات يكون (نظير ما ذكرناه) من فرض الوحدة (في نفس الزمان) حيث ذكرنا : ان الزمان شيء واحد عرفا وان كان له أجزاء تدريجية دقة ، لكن عرفت : ان النظرة الدقية ليست مناطا في باب الاستصحاب ، وإنّما المناط هو النظر العرفي ، واستصحاب كل شيء إنّما هو بحسبه ، كما تقدّم ذلك في الزمان.
وعليه : (فيفرض التكلّم ـ مثلا ـ مجموع أجزائه) الحاصلة في مجلس واحد من خطيب واحد (أمرا واحدا ، والشك في بقائه) يكون حينئذ (لأجل الشك في قلّة أجزاء ذلك الفرد الموجود منه) أي : من التكلم (في الخارج وكثرتها) أي : كثرة الأجزاء ، فيكون من قبيل الشك في ان الفرد الموجود من الحيوان في حديقة الحيوانات هل هو الفرد الذي يعيش قصيرا ـ مثلا ـ أو يعيش طويلا؟.
وهنا نستصحب كليّ التكلّم كما قال : (فيستصحب القدر المشترك) من التكلم (المردّد بين قليل الأجزاء وكثيرها) كما نستصحب كلي الحيوان المردّد