ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (٦٧) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ (٦٨))
البيان : قال اعبدوا الله ما لكم من آله غيره) : انها كلمة لا تتغير فهي مبدأ دعوة كل نبي (إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) والاضافة في (رَبِّي) ولفظ (قَرِيبٌ) ولفظ (مُجِيبٌ) واجتماعها وتجاورها ترسم صورة لحقيقة الالوهية كما تتجلى في قلب من قلوب الصفوة المختارة. وتخلع على الجو انسا واتصالا ومودة. تنتقل من قلب النبي صالح الى قلوب مستمعيه لو كانت لهم قلوب تفقه. ولكن قلوب القوم كانت قد بلغت من الفساد والاستغلاق والانطماس درجة لا تستشعر معها جمال تلك الصورة. ولا جلالها المنعش وجاء جوابهم (أَتَنْهانا أَنْ نَعْبُدَ ما يَعْبُدُ آباؤُنا) وهكذا يجيب القوم مما لا عجب فيه .. ويدهشون لدعوة اخيهم صالح الى عبادة الله وحده. وهكذا يبلغ التحجر بالناس ان يعجبوا من الحق المبين ويعرضون عن عبادة الخالق العظيم الى عبادة الاوثان التي لا تملك ضرا ولا نفعا. ويأتي الانذار لهم فيقول لهم :
(هذِهِ ناقَةُ اللهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوها تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللهِ وَلا تَمَسُّوها بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذابٌ قَرِيبٌ) (فَعَقَرُوها .. فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ) و (نَجَّيْنا صالِحاً وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا) (كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا) (أَلا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ) وما هي الا ومضة حتى اصبحوا هامدين وحقت عليهم اللعنة.
(وَلَقَدْ جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا سَلاماً قالَ سَلامٌ فَما لَبِثَ أَنْ جاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (٦٩) فَلَمَّا رَأى أَيْدِيَهُمْ لا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قالُوا لا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمِ لُوطٍ (٧٠) وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ (٧١) قالَتْ يا وَيْلَتى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هذا لَشَيْءٌ