عَجِيبٌ (٧٢) قالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَتُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (٧٣) فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْراهِيمَ الرَّوْعُ وَجاءَتْهُ الْبُشْرى يُجادِلُنا فِي قَوْمِ لُوطٍ (٧٤) إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ (٧٥) يا إِبْراهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هذا إِنَّهُ قَدْ جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (٧٦))
البيان : ولم يفصح السياق عن هذه البشرى الا في موعدها المناسب بحضور امرأة ابراهيم. وكان ابراهيم (ع) قد هاجر الى أرض الكلدانيين مسقط رأسه في العراق. وعبر الاردن وسكن في أرض كنعان في البادية ـ وعلى عادة البدو في اكرام الاضياف راح ابراهيم يحضر لهم الطعام (نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً) لما رأى أيديهم لا تصل اليه. فالذي لا يأكل الطعام يريب ويشعر بانه ينوي السوء بمن لا يأكل طعامهم وهي تقاليد اهل البدو. ويتحرج من ينوي السوء بمن لا يأكل طعام من يريد به السوء لانها تعد خيانة لان اكل الطعام علامة الامان والحب.
(فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ) وكانت عقيما لم تلد وقد أصبحت عجوزا ففاجأتها البشرى باسحاق وهي بشرى مضاعفة بان سيكون لاسحاق ذرية من بعده يعقوب ، وقد تعجبت من ذلك. وهو عجيب حسب العادة الجارية. ولكن لا عجب عند ارادة الخالق القادر على كل شيء فهو جعل العادة وهو قادر على تغييرها عند الارادة.
والذين يقيدون مشيئة الله بما يعرفونه ، هم لا يعرفون حقيقة الالوهية القادرة على كل شيء فمشيئة الله سبحانه طليقة وراء ما يقرره عزوجل من نواميس والتغيير والتبديل بيده.
(وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالَ هذا يَوْمٌ عَصِيبٌ (٧٧) وَجاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ قالَ يا قَوْمِ هؤُلاءِ بَناتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللهَ وَلا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ