جاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَما زادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (١٠١) وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (١٠٢) إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خافَ عَذابَ الْآخِرَةِ ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (١٠٣) وَما نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ (١٠٤) يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (١٠٥) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (١٠٦) خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ (١٠٧) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلاَّ ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (١٠٨))
البيان : تتضمن هذه الاشارات ايماءات كثيرة الى وقائع القصد التي لم تذكر هنا. كما تضم مشهدا من مشاهد القيامة الحية المتحركة. وهذا وذلك الى تقرير مبدأ رئيسي من مبادىء الاسلام. مبدأ التبعية الفردية ، التي لا يسقطها اتباع الرؤساء والكبراء.
(وَما أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ. يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ. فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ)
وما كانوا الا تبعا لفرعون في كفره وطغيانه على خالقه. وظلمه وعدوانه على عباده. كان لا بد ان يتحد مسراهم مع مسراه ونهايتهم مع نهايته : (فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ).
ومصارع القوم معروضة ومشاهد تزحم بالعبرة والعظة لقوم يعقلون : منهم الغارقون في لجة الطوفان .. ومنهم المأخوذون بالعاصفة المدمرة. ومنهم من أخذته الصيحة. ومنهم من خسفنا به وبداره الارض. ومنهم غير ذلك قد نزل بهم أنواع من العذاب والانتقام في الدنيا قبل الاخرة. (مِنْها قائِمٌ) لا تزال آثاره تشهد بما بلغ أهله من القوة والعمران. كبقايا عاد في الاحقاف. وبقايا ثمود في الاحجار (ومنها حصيد) اجتثت من فوق الارض آثارها كما حل بقوم نوح ولوط (ع) (وَما ظَلَمْناهُمْ) فهم عطلوا مداركهم وتولوا عن الهدى وكذبوا بالايات واستهزأوا بالوعيد الموعود.