بِضاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قالُوا يا أَبانا ما نَبْغِي هذِهِ بِضاعَتُنا رُدَّتْ إِلَيْنا وَنَمِيرُ أَهْلَنا وَنَحْفَظُ أَخانا وَنَزْدادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ (٦٥)
قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَنْ يُحاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قالَ اللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ (٦٦))
البيان : ويبدو انهم في دخلتهم على أبيهم ، وقبل أن يفتحوا متاعهم عاجلوه بان الكيل قد تقرر منعه عنهم ما لم يأتوا عزيز مصر بأخيهم الصغير معهم ، فهم يطلبون اليه أن يرسل معهم أخاهم الصغير ليكتالوا له ولهم. وهم يعدون بحفظه. واستسلم الوالد على كره ولكنه جعل التسليم مقرونا بشرط : (قالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ) (فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قالَ اللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ). وحكم الله القدير يمضي في الناس على غير ارادة منهم ولا اختيار. والى جانبه حكمه الذي ينفذه الناس بارادتهم واختيارهم. ليستحقوا الثواب على الطاعة والعقاب على المعصية. وهو الحكم المتمثل بأوامر الله تعالى ونواهيه لعباده في هذه الحياة الوقتية.
فارادة الله التكونية تنفذ مباشرة بدون دخل للمخلوقات فيها. وأرادة الله التشرعية تنفذ بمباشرة المخلوقات لان الله هكذا أراد. والحكمة هكذا اقتضت وهو العليم الخبير. والناس لم يكونوا مؤمنين بالله عن يقين وجزم حتى يختاروا حكم الله وينفذوه باختيارهم. وسار الركب ونفذوا وصية ابيهم. (ولما دخلوا من حيث أمرهم ابوهم ما كان يغني عنهم شيئا ..) فيم كانت هذه الوصية لم قال لهم ابوهم هذا. ويظهر أنه ظن الذي طلب الولد الصغير هو أخوه يوسف وخشي عند اللقاء أن يحصل ما يسبب الحسد لبقية أخوته ويقع النزاع كما وقع اولا فأحب أن لا يكونوا مجتمعين عند ملاقات يوسف بأخيه على تقديره انه عزيز مصر.