الايمان بالله والتوكل عليه ، والاتجاه اليه ، ويحسنون السلوك والعمل والتصرف مع الناس هذا في الدنيا (وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ)
فلا ينقص منه المتاع في الدنيا وان كان خيرا من متاع الدنيا ، متى آمن الانسان واتقى فاطمأن بايمانه الى ربه. وراقبه بتقواه في سره وجهره. وهكذا عوض الله يوسف على المحنة.
(وَجاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (٥٨) وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهِمْ قالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (٥٩) فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلا تَقْرَبُونِ (٦٠) قالُوا سَنُراوِدُ عَنْهُ أَباهُ وَإِنَّا لَفاعِلُونَ (٦١) وَقالَ لِفِتْيانِهِ اجْعَلُوا بِضاعَتَهُمْ فِي رِحالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَها إِذَا انْقَلَبُوا إِلى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٦٢))
البيان : لقد اجتاح الجدب والمجاعة الناس بما فيها من فائض الغلة منذ سنوات السمان. وها نحن أولاء نشهدهم يدخلون على يوسف وهم لا يعلمون ـ أي أخوة يوسف ـ فهم لم يتغيروا كثيرا. أما يوسف فان خيالهم لا يتصور قط انه هو ذاك الغلام العبراني الذي وضعوه بالجب وأكل الدهر عليه وشرب وأصبح من الهالكين كما يخيل لهم وهمهم الكاذب الخاطىء.
(ولما جهزهم قال ائتوني بأخ لكم من ابيكم) ولما كانوا يعلمون كيف يضنّ أبوهم عليه. (قالُوا سَنُراوِدُ عَنْهُ أَباهُ) : اما يوسف فقد أمر غلمانه أن يدسوا البضاعة التي أحضروها بدل الطعام في رحالهم لعلهم يرون كرامته لهم لعلهم يرجعون مع اخيه الصغير.
(فَلَمَّا رَجَعُوا إِلى أَبِيهِمْ قالُوا يا أَبانا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنا أَخانا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (٦٣) قالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَما أَمِنْتُكُمْ عَلى أَخِيهِ مِنْ قَبْلُ فَاللهُ خَيْرٌ حافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٦٤) وَلَمَّا فَتَحُوا مَتاعَهُمْ وَجَدُوا