لهم في الآخرة عذاب النار. (سَواءٌ عَلَيْنا أَجَزِعْنا أَمْ صَبَرْنا ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ) : لقد قضي الامر وانتهى الجدال وسكت الحوار. هنا نرى على المسرح عجيبا. نرى الشيطان الذي كان يهتف فيهم ويغويهم نراه الساعة يسخر منهم بكلام ربما كان اقس عليهم من عذاب النار :
(وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢٢))
البيان : الله. الله أما أن الشيطان حقا لشيطان. وان شخصيته لتبدو هنا على اتمها كما بدت شخصية الضعفاء وشخصية المستكبرين في هذا الحوار.
انه الشيطان الذي يوسوس في الصدور ويغري بالعصيان. ويزين الكفر والضلال. وهو الذي يقول لهم بعد استغوائه لهم : فلا تلوموني ووموا أنفسكم.
فيا للشيطان ويا لهم من وليهم الذي هتف بهم الى الغواية فاطاعوه ودعاهم الرسل الى الهدى والسعادة. فكذبوا وابوى (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ).
(وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ (٢٣) أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٥) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ (٢٦))
البيان : ان مشهد الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء. والكلمة الخبيثة كالشجرة الخبيثة قد اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار. هو مشهد مأخوذ من السياق. ومن قصة