العلمي) كذبا وافتراء. ان العلم يبرأ مما يعطل أجهزة الفطرة التي فطر الله الناس عليها ويسبب فساد اجهزة الاتصال الانساني بالكون وما حواه. فهؤلاء هم الذين يسميهم القرآن بالعمى قال عزوجل : (أم نحسب ان اكثر يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم أضل سبيل (٢٥ ي ٤٤ س (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها. أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ. أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ) (ـ عن آيات الله العظيم ـ (٧ ـ ي ١٧٩ ـ) (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ. وَما ذلِكَ عَلَى اللهِ بِعَزِيزٍ).
فالقادر على خلق السموات والارض هو أقدر على استخلاف جنس غير هذا الجنس. الا ان خلق السموات والارض اعجاز في تنسيق المشاهد والصور في هذا القرآن المجيد. (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً) : لقد انتقلت الرواية. رواية الدعوة والدعاة. والمكذبين والطغاة. انتقلت من مسرح الدنيا واكاذيبها الى مشهد الاخرة وحقائقها التي لا شك فيها فالطغاة المكذبون واتباعهم من الضعفاء وارباب الشهوات ومعهم الشيطان الغوي. لقد برزوا وامتلأت الساحة ورفع الستار وبدأ الحوار. والضعفاء هم الذين تنازلوا عن اخص خصائصهم حين تنازلوا عن حريتهم الشخصية في التفكير والاعتبار وجعلوا انفسهم تبعا للمستكبرين والطغاة. ودانوا لغير الله. من عبيده واختاروها على الدينونة لله وحده. والضعف هنا ليس ضعف فهم ولا ضعف بدن وجسم. بل ضعف ارادة واتباع ولا يعذرون في هذا الاتباع لاهل الضلال. بل هو جريمة منهم في اتباعهم ومساعدتهم لاهل الفساد والضلال. ان المستضعفين كثرة. والطواغيت قلة فمن ذا الذي يخضع الكثرة للقلة. لو لا اتباع الهوى وحب الشهوات المذللة لاربابها في الدنيا والمستوجبة