نبيهم مباشرة. وتركوا الحق المبين والصراط المستقيم الذي امرهم الله ورسوله ص وآله باتباعه والسير على منهجه وجعله اولى بالمؤمنين من انفسهم وتمادوا في غيهم وضلالهم حتى ارادوا ان يحرقوا بيت رسول الله على أهله وهو لم يزل مسجى لم يوار في ضريحه. الم تر الى تصرف القوم العجيب بعد ما رأوا ما حل بمن قبلهم ـ قد عرضه القرآن عليهم عرضا. كمن قد رأى وشاهد. ومع هذا فقد استبدلوا بنعمة الرسول واهله بيته الميامين كفرا وطغيانا. (وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ قُلْ تَمَتَّعُوا) قليلا (فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ)
(قُلْ لِعِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ (٣١) اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ (٣٢) وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ (٣٣) وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (٣٤))
البيان : قل لهم ينفقوا ليربوا رصيدهم المدخر. وليضاعف لهم العطاء. ويدخر لهم الثواب والجزاء من قبل ان يأتي يوم لا تنمو فيه الاموال ولا تنفع اربابها شيئا. لان الباب اغلق والعلاقة انقطعت.
(وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ. وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ. وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها ..)
انها حملة. انها سياط تلذع الوجدان. ام تحييه. وتنعشه. وتنيره بحقائق الايمان. أم تضيئه. فيسعد صاحبه في الدنيا والآخرة ام تضنيه وتعميه. فيشقى صاحبه في الدنيا والآخرة.
أن من معجزات هذا الكتاب انه يربط كل مشاهد الكون. وكل خلجات النفس الى عقيدة التوحيد. ويحول كل ومضة في صفحة الكون او في ضمير الانسان الى دليل او ايماء.