من اليقين الى الشك ومن الطاعة الى العصيان.
(وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُنَزِّلُ قالُوا إِنَّما أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (١٠١) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (١٠٢) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهذا لِسانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (١٠٣))
البيان : الفرية بزعمهم ان الذي يعلّم الرسول ص وآله هذا القرآن انما هو بشر سموه باسمه (يقال له جبر) وهو غلام نصراني وهو رجل اعجمي كان بين أظهرهم لبعض بطون قريش. وبياعا يبيع بين الصفا والمروة. وربما كان رسول الله ص وآله يجلس اليه يكلمه لجلبه للاسلام وهو لا يعرف العربية الا النزر القليل. ومقالتهم هذه كانت عن كيد ومكر لا عن قصد وجد لأنهم يعرفونه وانه لا يفهم من العلم شيئا. ولكن المكر يغري صاحبه لكل شيء.
(إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ لا يَهْدِيهِمُ اللهُ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (١٠٤) إِنَّما يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْكاذِبُونَ (١٠٥))
البيان : فهؤلاء الذين لم يؤمنوا بآيات الله لم يهديهم الله الى الحقيقة في أمر هذا الكتاب ولا يهديهم الى الحقيقة في شيء لكفرهم واعراضهم عن آيات الله مع وضوحها وبيان صحتها. فالكذب جريمة فاحشة لا يقدم عليها مؤمن لأن ايمانه ورقابة الله له يمنعانه عن ذلك.
(مَنْ كَفَرَ بِاللهِ مِنْ بَعْدِ إِيمانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ وَلكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٠٦) ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَياةَ الدُّنْيا عَلَى الْآخِرَةِ وَأَنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (١٠٧) أُولئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ (١٠٨) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٠٩) ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١١٠))
البيان : لقد لقى المسلمون الاوائل في مكة من الاذى ما لا يطيقه الا من نوى الاستشهاد. وآثر الموت على الحياة. وان الله عنده فوق