مُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً قالُوا مَعْذِرَةً إِلى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (١٦٤)
فَلَمَّا نَسُوا ما ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذابٍ بَئِيسٍ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٥) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ ما نُهُوا عَنْهُ قُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ (١٦٦))
البيان : لقد عفا الله عن بني اسرائيل بعد اتخاذهم العجل ، وعفا عنهم بعد الرجفة على الجبل ، وعفا عنهم بعد قولهم اجعل لنا آلها كما لهم آلهة ، بعد كل هذه الجرائم عفا عنهم وأنعم عليها نعما لا تحصى.
ثم هاهم أولاء تلتوي بهم طبيعتهم عن استقامة الطريق ، ها هم أولاء يعصون الامر ويبدلون القول ، ها هم أولاء يؤمرون بدخول قرية بعينها ـ بيت المقدس ـ على أن يقولوا دعاء بعينه وهم يدخلونها ، وعلى أن يدخلوا بابها سجدا ، رمزا الخضوع الله رب العالمين. وفي مقابل طاعة الامر يغفر لهم خطيئاتهم ، فاذا فريق منهم يبدلون صيغة الدعاء ويبدلون الهيئة التي كلفوا أن يدخلوا عليها ، لماذا تلك الانحرافات ، لان فيها طاعة الرحمن التي لا يريدها لهم الشيطان (فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَظْلِمُونَ)
(وَسْئَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كانَتْ حاضِرَةَ الْبَحْرِ)، يعدل السياق هنا عن أسلوب الحكاية عن ماضي بني اسرائيل. الى أسلوب المواجهة لذراريهم التي كانت تواجه رسول الله ص وآله وانما استحقوا تلك المواجهة لانهم كانوا يقرون ما فعله الماضون. وهكذا كل من رضي بفعل قوم استحق ما استحقوه من قبل ، ولذا يستحق اليوم اتباع اهل السقيفة كل ما استحقه الاولون الذين تركوا نبيهم وبادروا لحرق بيته على كل من فيه اذا لم يبايعهم علي (ع) الذي هو أحق بان يبايعوا ويأتمروا بأمره كما أمرهم الله ورسوله بذلك وأخذ عليهم العهد والميثاق.
يأمر الله تعالى رسوله ص وآله ان يسأل اليهود عن هذه