زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقى فِي السَّماءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَسُولاً (٩٣) وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلاَّ أَنْ قالُوا أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً (٩٤) قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولاً (٩٥) قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كانَ بِعِبادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (٩٦))
البيان : هكذا قصر ادراكهم عن التطلع الى آفاق الاعجاز القرآنية. فراحوا يطلبون تلك الخوارق المادية. ويتعنتون في اقتراحاتهم الدالة على الطفولة العقلية. فلم تنفعهم امثال القرآن لعرض حقائقه في أساليب شتى تناسب شتى العقول والمشاعر. وشتى الاجيال والاطوار. (فَأَبى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُوراً) وعلقوا ايمانهم بالرسول ص وآله بان يفجر لهم من الارض ينبوعا او يسقط عليهم قطعا من السماء او يأتيهم بالملائكة ولم يرضوا بان يعرج امامهم الى السماء. وقد غفلوا او تغافلوا مكرا وخداعا عن خوارق القرآن المجيد. التي تحدّ بها الانس والجن. (قُلْ سُبْحانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً. وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا. إِذْ جاءَهُمُ الْهُدى) (قُلْ كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) وهو قول يحمل رائحة التهديد اما عاقبته فيرسمها في مشهد من مشاهد القيامة مخيف فيقول عزوجل :
(وَمَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَلى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمًّا مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّما خَبَتْ زِدْناهُمْ سَعِيراً (٩٧) ذلِكَ جَزاؤُهُمْ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِآياتِنا وَقالُوا أَإِذا كُنَّا عِظاماً وَرُفاتاً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِيداً (٩٨) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ قادِرٌ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ وَجَعَلَ لَهُمْ أَجَلاً لا رَيْبَ فِيهِ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلاَّ كُفُوراً (٩٩) قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذاً لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفاقِ وَكانَ الْإِنْسانُ قَتُوراً (١٠٠))
البيان : لقد جعل الله للهدى والضلال سننا. وترك الناس لهذه السنن يسيرون وقد أمرهم بسلوك سنن الهدى وحثّهم على ذلك ووعد